كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

250 - حدثني هارون بن سفيان، قال: سمعت سعيد بن عامر يقول: حدثني خراسانيكم، قيل له: عبد الله بن المبارك؟ قال: نعم، قال: عبد عابد ربه عز وجل سبعين سنة، قال: فمر به جبريل عليه السلام يوما، فقال: يا جبريل، إلى أين؟ قال: إلى مدينة كذا وكذا، أقلب أسفلها أعلاها، قال: ولم يا جبريل؟ قال: لأنهم يعصون الله عز وجل من عشرين سنة، قال: وإن الله عز وجل ليمهل للعباد عشرين سنة؟ قال: نعم، قال: فمضى جبريل عليه السلام، ودخل العابد إلى أهله، فجمع ولده, فقال: كيف أنا لكم؟ قالوا: من خير أب، قال: فإني أعزم عليكم لما أحدتم السلاح حتى نصيب الطريق، قالوا: يا أبانا, بعد عبادة سبعين سنة؟ قال: فمر جبريل عليه السلام فقال: أما عليك فلا يتاب.
251 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح، عن شيخ حدثهم، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال: قال طالوت لبنته: مكنيني من غرة داود أقتله ونتوب، قالت: كيف لنا بالموت لا يعجلنا؟.
252 - حدثنا العباس بن يزيد البصري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا بكار بن عبد الله الصنعاني، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: قال الرب تبارك وتعالى لعلماء بني إسرائيل: تتعلمون لغير العمل؛ وتفقهون لغير الدين، وتجمعون الدنيا بالدين، وتثقلون الدين على الناس أمثال الجبال ولا تعينونهم، تنفون القذى من شرابكم, وتبلعون أمثال الجبال من المحارم، تبيضون الثياب, وتلبسون مسوك الضأن, وتخفون أنفس الثياب، وتغتصبون بذلك مال اليتيم, والمسكين, والأرملة، فبعزتي لأضربنكم بفتنة يعود فيها الحليم حيران.
253- حدثنا العباس بن يزيد، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن موسى بن جميل، عن أبي روح، عن أبي الجلد، قال: أعوذ بالله من زمان يأمل فيه الكبير، ويمرد فيه الصغير، فلا يعتق فيه المحررون، في ذلك الزمان أقوام يرجون ولا يخافون، فلا يستجاب لهم، في ذلك الزمان أقوام قلوبهم قلوب الذئاب لا يتراحمون.

الصفحة 185