كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

286 - حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا مخلد بن يزيد، عن بشير، عن سيار أبي الحكم، عن طارق بن شهاب, عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا، ولا تزداد منهم إلا بعدا.
287 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا أبو طاهر، عن مطر الوراق، أحسبه عن أبي الجلد، قال: والذي نفس أبي الجلد بيده، ليكونن في آخر الزمان قوم مخصبة ألسنتهم، مجدبة قلوبهم، قصيرة أحلامهم، رقيقة أخلاقهم، تتكاف الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، فيعلمون قول الزور لونا غير لون، فإذا فعلوا ذلك انتظروا النكال من السماء.
288 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثني بكير بن محمد العابد، قال: حدثني أبرد, أبو زهير، عن الحسن، قال: أرى رجالا ولا أرى عقولا، أسمع أصواتا ولا أرى أنيسا، أخصب ألسنة وأجدب قلوبا.
289 - حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا شريك، قال: حدثنا أبو اليقظان، عن زاذان، عن عليم، قال: كنا مع عبس الغفاري فوق أجار له، فرأى الناس يفرون، فقال: من أي شيء يفر هؤلاء؟ قال: يفرون من الطاعون، قال: ليت الطاعون أخذني، فقال له ابن عم له: أتقول هذا, وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمن أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع أجله، ولا يرد فيستعتب؟ فقال: كيف وقد سمعته يقول: بادروا بالموت قبل خصال ست: إمرة السفهاء, وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، ونشو يتخذون القرآن مزامير, يقدمون الرجل يغنيهم بالقرآن، وإن كان أقلهم فقها.

الصفحة 194