كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

318 - حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا شعبة، عن أبي قيس، قال: سمعت هزيل بن شرحبيل يحدث عن عبد الله بن مسعود، قال: لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس: من لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، يتهارجون كما يتهارج البهائم في الطريق، تمر المرأة بالرجل في الطريق، فيقضي حاجته منها, ثم يرجع إلى أصحابه، فيضحك إليهم, ويضحكون إليه، كرجراجة الماء الخبيث الذي لا يطعم.
- باب قصة يعقوب عليه السلام
319 - حدثنا أبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل, قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا هشام بن حسان، عن الحسن، قال: دخل يعقوب على الملك، فرآه حزينا, فقال: ما لي أراك حزينا يا يعقوب؟ قال: أصبت بضائقة من مالي، فأنا من أجل ذلك حزين, فأوحى الله عز وجل إليه: تشكوني إلى عدوي؟ لأطيلن حزنك، فمكث ثمانين سنة محزونا، وما على الأرض يومئذ خلق هو أكرم على الله عز وجل منه.
320 - حدثنا محمد بن بكار، قال: حدثنا حفص بن عمر بن عامر السلمي، عن عمران بن حدير، عن قتادة، قال: لم ينزل عذاب قط على قوم إلا عند انسلاخ الشتاء.
321 - حدثني محمد بن إدريس، قال: حدثنا أحمد بن حجاج الرقي، قال: حدثني أبو حامد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن نفيع، قال: سمعت كعبا يقول: ما عذب الله عز وجل أحدا من الأمم الماضين إلا بين الكانونين.
322 - حدثنا القاسم بن هاشم، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: ضرب خالد بن الوليد رجلاً الحد على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم ضرب رجلا آخر الحد، فقال له رجل: هذه والله الفتنة, ضرب رجلا أمس، وضرب آخر اليوم, فقال له خالد: ليس هذا بالفتنة، ولكن الفتنة إذا كنت في أرض يعمل فيها بالمعاصي، فأردت أن تأتي أرضا لا يعمل فيها بالمعاصي، فلا تجد.

الصفحة 203