كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

324- حدثنا عبد العزيز بن منيب، عن ابن أبي مريم، قال: أخبرنا ابن أبي الزناد، قال: حدثني عباد بن إسحاق، وسليمان بن سحيم، عن كعب الأحبار، قال: إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض كلها، فألقى في قلبه, فقال: تدري ما على ظهرك يا لويثا من الأمم والشجر والدواب والناس والجبال؟ فلو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك أجمع, فهم لويثا بفعل ذلك، فبعث الله عز وجل دابة، فدخلت في منخره، فدخلت في دماغه، فعج إلى الله عز وجل، فخرجت, قال كعب: والذي نفسي بيده, إنه لينظر إليها بين يديه وتنظر إليه، إن يهم بشيء من ذلك عادت حيث كانت.
325 - حدثني إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا أبو اليمان, الحكم بن نافع، عن صفوان بن عمرو، عن حوشب بن يوسف المعافري، عن راشد بن أفلح المقرئ، أنه حدثهم، أنهم عادوا عَمْرًا البكالي، فذكر ذاكر التنين، فقال له عمرو: ما تدرون كيف يكون تنينا؟ قال: يكون حية، فيعدو على حية فيأكلها، ثم يأكل كل الحيات، فلا يزال يأكلهن ويعظم وينتفخ، حتى يزداد في حمته، يجيء يحرق، فيعدو على دواب الأرض فيهلكها، فيسوقه الله عز وجل, حتى يأتي نهرا ليعبر، فيضربه الماء حتى يدخله البحر، فيصنع بدواب البحر كما صنع بدواب البر، ويزداد في حمته، حتى تعج دواب البحر إلى الله عز وجل، فيبعث الله عز وجل ملكا، فيرميه, حتى يخرج رأسه من الماء، ثم يدلي السحاب والبروق، فيحمله فيلقيه إلى يأجوج ومأجوج جزورا لهم، فيجزرونه كما يجزرون الإبل والبقر.
326 - حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، قال: أخبرنا الأعمش، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، وقطيعة الرحم، وسوء الجوار، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، قيل: يا رسول الله، فكيف المؤمن يومئذ؟ قال: كالنخلة وقعت فلم تكسر، وأكلت فلم تفسد، ووضعت طيبا، أو كقطعة من ذهب أدخلت النار فأخرجت، فلم تزدد إلا خيرا.

الصفحة 205