كتاب العقوبات لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

339 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن شهر بن حوشب، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فحمل رجل على رجل، فقال: إني مسلم، فقتله، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: قتلته وهو يقول: إني مسلم؟ قال: يا رسول الله، إنما قال ذلك بلسانه, ولم يكن في قلبه، قال له ذلك ثلاث مرات، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا شققت عن قلبه, فنظرت ما فيه؟ قال: يا رسول الله، أرأيت لو أني شققت عن قلبه ما علمي بما فيه؟ هل هي إلا مضغة؟ قال: وما علمك بما كان في قلبه, حتى قتلته؟ قال: يا رسول الله، استغفر لي، قال: لا, ثلاث مرات, فمات, فدفنه قومه، فأمر الله تعالى الأرض, فلفظته ثلاث مرات، فلما رأى ذلك قومه حملوه فطرحوه بين الجبال.
340 - أخبرني الحسن بن الصباح، قال: حدثني أبو توبة الربيع بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن غنيم الكلاعي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة, حتى يجعل كتاب الله عارا، ويكون الإسلام غريبا، ويبدو السمن من الناس، وحتى ينقص العلم، ويهرم الزمان، وينقص عمر البشر، وتنقص السنون والثمرات، ويؤتمن التهماء، ويصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل، وحتى تبنى الغرف فتطاول، وحتى تحزن ذوات الأطفال، وتفرح العواقر، ويظهر البغي والحسد والشح، ويغيض العلم غيضا، ويفيض الجهل فيضا، ويكون الولد غيظا، والشتاء قيظا، وحتى يجهر بالفحشاء، وتزول الأرض زوالا.

الصفحة 209