كتاب العمر والشيب لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

32 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَفْضَلُ النَّاسِ ثَوَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُؤْمِنُ الْمُعَمَّرُ.
33 - قَالَ أَحْمَدُ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْفَرَجِ الْقَاصَّ يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا يَسُرُّنِي أَنْ مِتُّ، طِفْلاً وَأَنِّي لَمْ أَكْبُرْ فَأَعْرِفَ رَبِّي.
34 - حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ بَنِي قَيْسٍ كَانَ يَشْهَدُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا عَلاَ الْمِنْبَرَ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَتَشَهَّدَ: وَاللَّهِ مَا مِنْ مُعَمَّرٍ وَإِنْ طَالَ عُمُرُهُ إِلاَّ إِلَى فَنَاءٍ، ثُمَّ يَتَشَهَّدُ.
35 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ طَرَسُوسَ فَرَأَى هَيْئَةَ أَهْلِهَا بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: بَكَيْتُ عَلَى فَنَاءِ عُمُرِي وَضَيْعَتِهِ. قَالَ: وَنَظَرَ إِلَى الْبَابِ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ يَزْدَحِمُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: حُقَّ لَهُمْ سُرُورُ الأَبَدِ مِنْ وَرَائِهِ.
36 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: إِنَّمَا يُحِبُّ الْبَقَاءَ مَنْ كَانَ عُمُرُهُ لَهُ غُنْمًا وَزِيَادَةً فِي عَمَلِهِ، فَأَمَّا مَنْ غَبِنَ عُمُرَهُ وَاسْتَنَّ لَهُ هَواهُ فَلاَ خَيْرَ لَهُ فِي طُولِ الْحَيَاةِ.
37 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُرَجَّى بْنُ وَدَاعٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ السُّلَيْمِيُّ: طُوبَى لِمَنْ نَفَعَهُ عَيْشُهُ وَكَانَ طُولُ عُمُرِهِ زِيَادَةً فِي عَمَلِهِ. وَاللَّهِ مَا أَرَى عَطَاءً كَذَلِكَ، ثُمَّ بَكَى.
38 - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَلِيٍّ، كَيْفَ حَالُكَ؟ قَالَ: كَيْفَ تَرَى حَالَ مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَضَعُفَ عَمَلُهُ، وَفَنِيَ عُمُرُهُ، وَلَمْ يَتَزَوَّدْ لِمَعَادِهِ، وَلَمْ يَتَأَهَّبْ لِلْمَوْتِ وَلَمْ يَتَيَسَّرْ لَهُ؟.

الصفحة 225