كتاب العيال لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
453 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْعِمْصُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بِعَشَرَةِ آَلاَفِ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَأَعَادَهَا إِلَيْهِ وَغَضِبَ وَقَالَ: لَئِنْ لَمْ يَقْبَلْهَا لأَفْعَلَنَّ وَلأَفْعَلَنَّ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: اقْبَلْهَا وَاشْتَرِ بِهَا صَنْعَةً تَكُونُ عُقْدَةً لَكَ وَلِوَلَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ وَذُخْرًا قَالَ: وَهَذَا رَأْيُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ فَقَبِلَهَا فَتَصَدَّقَ بِهَا وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَنْ أَجْعَلَ هَذِهِ عُقْدَةً لِي عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذُخْرًا لِوَلَدِي مِنْ بَعْدِي.
454 - وَأَنْشَدَنِي مَحْمُودٌ الْوَرَّاقَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ:
وَقَالُوا ادَّخِرْ مَا حُزْتَهُ وَجَمَعْتَهُ ... لِعَقِبِكَ إِنَّ الْحَزْمَ أَدْنَى مِنَ الرَّشَدِ
فَقُلْتُ سَأُمْضِيهِ لِنَفْسِي ذَخِيرَةً ... وَأَجْعَلُ رَبِّي الذُّخْرَ لِلأَهْلِ وَالْوَلَدِ.
455 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ الْبَصَلَ بِالْخَلِّ فَيَقْسِمُهُ عَلَى الْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ.
456 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: كَانَ سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ يَصْنَعُ الْكَوَامِخَ (1) وَأَشْيَاءَ نَحْوَ مَا تَصْنَعُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ثُمَّ يَتَصَدَّقُ بِهَا فَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ: تَذْهَبُ وَلاَ تَتْرُكُ لَنَا شَيْئًا؟ قَالَ: أَذْهَبُ بِخَيْرٍ وَأَتْرُكُكُمْ بِشَرِّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَذْهَبَ بِشَرٍّ وَأَتْرُكُكُمْ بِخَيْرٍ.
_حاشية__________
(1) تصحف في طبعة دار أطلس إلى: "الكوافح", والتصويب عن طبعة دار ابن القيم، و"الكَوَامِخ" هو ما يؤتدم به, بفتح الميم وربما كسرت معرب. المصباح المنير (2/ 540).
الصفحة 351
624