كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

32 - حدَّثني محمد, قال: حدَّثني الفضيل بن عبد الوهاب, قال: حدثتني أختي, وكانت أكبر من محمد, قالت أتيت داود لأسلم عليه، فأذن لي، فقعدت على باب الحجرة، فقلت: أنت وحدك ها هنا؟ فقال: رحمك الله! وهل الأنس اليوم إلا في الوحدة والانفراد؟! إما متجمل لك، أو متجمل له, ففي أي ذلك من خير.
33 - حدَّثني محمد, قال: حدَّثني رستم بن أسامة أبو النعمان, قال: حدَّثني عمير بن صدقة, قال: كان داود الطائي لي صديقا، وكنا نجلس جميعا في حلقة أبي حنيفة، حتى اعتزل وتعبد، فأتيته، فقلت: يا أبا سليمان جفوتنا, قال: يا أبا محمد ليس مجلسكم ذلك من أمر الآخرة في شيء, ثم قال: أستغفر الله، أستغفر الله, ثم قام وتركني.
34 - حدَّثني محمد، حَدَّثَنا مالك بن إسماعيل, قال: حدَّثني عبد السلام بن حرب، عن خلف بن حوشب, قال: قال الربيع بن أبي راشد: اقرأ علي: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} قال: فقرأتها عليه، فبكى، ثم قال: والله, الولا أن تكون بدعة لسحت, أو قال: لهمت في الجبال.
35 - حدَّثني بشر بن معاذ العقدي, قال: حَدَّثَنا حماد بن واقد، عن أبي أيوب الزنادي، عن الأوزاعي, قال: العافية عشرة أجزاء: تسعة أجزاء منها صمت، وجزء منها الهرب من الناس.
36 - حدَّثني العباس العنبري, قال: حَدَّثَنا عبد الرحمن بن مهدي، عن محمد بن النضر الحارثي, قال: قال الربيع بن خثيم: تفقه ثم اعتزل.

الصفحة 36