كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

60 - حدثت عن بدر بن معاذ, قال: سمعت أبي يقول لكرز بن وبرة: لو قعدت في المسجد, قال: إني أكره أن أقعد, فإما أن أسمع كلمة تسرني فأصغي إليها أذني، وإما أن أسمع كلمة تسؤني فيشغل علي قلبي، ولقد عجبت بمن عنده القرآن كيف يشتاق إلى حديث الرجال؟!.
61 - حدَّثني الحسن بن الصباح, قال: حَدَّثَنا ميسرة بن إسماعيل، عن أبي عبد الله الأنطاكي: قال عمر بن عبد العزيز: كانت المساجد على ثلاثة أصناف, فصنف ساكت سالم، وصنف في ذكر الله عز وجل, والذكر معروج به، وصنف في صلاة والصلاة لها من الله نور، فخلفت خلوف من أفناء الدور وأندية الأسواق, فكان معدن خوضهم، ومراجم ظنونهم يتفكهون بالغيبة، ويفيد بعضهم بعضا النميمة.
62 - حدَّثني الحسن بن الصباح، عن شعيب بن حرب, قال: قال داود الطائي: لمن تجلس؟! لرجل يحفظ سقطك، أو غلام يتعنتك.
63 - حدَّثني الحسن بن الحسين، عن ابن السماك, قال: كلمت داودا الطائي, قال: قلت: لو جالست الناس! قال: إنما أنت بين اثنين بين صغير لا يوقرك، وكبير يحصي عليك عيوبك.
64 - حدَّثني الحسن بن الصباح, قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: لا تجلس إلا مع أحد رجلين, رجل جلست إليه يعلمك خيرًا فتقبل منه، أو رجل تعلمه خيرا فيقبل منك، والثالث اهرب منه.

الصفحة 41