كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

65 - حدَّثني الحسن بن الصباح, قال: حَدَّثَنا شعيب بن حرب، عن مالك بن مغول، عن الشعبي, قال: لم يجلس الربيع بن خثيم في طريق منذ تأزر، قال: أخاف أن يفتري رجل على رجل, فأتكلف الشهادة، أو تقع حمولة فأغض البصر.
66 - حدَّثني محمد بن الحسين, قال: حدثني سعيد بن محمد البزاز, قال: حدثني ابن أبي عبيدة, قال: سمعت أبا سعيد البقال يقول: رأيت رجلا بالكوفة قد استعد للموت منذ ثلاثين سنة، قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد عندي شيء، وما أريد أن أكلم أحدا ولا يكلمني أحد من الناس إلا بذكر الله تعالى، وكان يأوي الجبان والمقابر.
67 - حدَّثني محمد بن الحسين, قال: حدثنا رستم أبو النعمان, قال: حَدَّثَنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر قال: كان عطوان بن عمرو التميمي رجلا منقطعا، وكان يلزم الجبان بظهر الكوفة، فأتاه قوم يسلمون عليه، فوجدوه مغشيا عليه بين القبور، فلم يزالوا عنده حتى أفاق, أو قال: استحيى منهم، وجعل كهيئة المعتذر يقول لهم: ربما غلب علي النوم، وربما أصابني الإعياء, فألقي نفسي هكذا.
68 - حَدَّثَنا أبو خيثمة، حَدَّثَنا يحيى بن سعيد، حَدَّثَنا حبيب بن شهاب، حَدَّثَنا أبي, قال: سمعت ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خطب بتبوك: ما في الناس مثل رجل يأخذ برأس فرسه يجاهد في سبيل الله ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل بادي في غنمه يقري ضيفه ويعطي حقه.
69 - حَدَّثَنا العباس بن جعفر، حَدَّثَنا الحارث بن مسكين، أخبرنا عبد الله بن وهب، حدثني مالك بن أنس, قال: كان الناس الذين مضوا يحبون العزلة والانفراد من الناس، ولقد كان سالم أبو النضر يفعل ذلك، وكان يأتي مجلس ربيعة فيجلس فيه، وكانوا يحبون ذلك منه، فإذا كثر فيه الكلام، وكثر فيه الناس, قام عنهم, قال مالك: وكان الناس أصحاب عزلة، وكان محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة صاحب عزلة وحج وغزو.

الصفحة 42