كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

90 - حَدَّثَنا أحمد بن إبراهيم، عن محمد بن مزاحم، عن وهيب بن الورد, قال: وجدت العزلة في اللسان.
91 - حدَّثني إبراهيم بن عبد الملك, قال: قال بعض الحكماء لابنه: يا بني! اعتزل الناس, فإنه لن يضرك ما لم يسمع، ولن يؤذيك من لم تر، يا بني إن الدنيا لا توافق من أحبها ولا من أبغضها, غير أنها لمن أبغضها أوفق, لأنها تأتيه بغير شغل قلب ولا تعب بدن.
92 - وأنشدني إبراهيم بن عبد الملك:
من حمد الناس ولم يبلهم ... ثم بلاهم ذم من يحمد
وصار بالوحدة مستأنسا ... يوحشه الأقرب والأبعد
93 - وحدثني إبراهيم بن عبد الملك, قال: قال سميط بن عجلان: إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة, ليكون أنس المطيعين به.
94 - حدَّثني إبراهيم بن عبد الملك, قال: قال بعض العلماء: إذا رأيت الله عز وجل يوحشك من خلقه, فاعلم أنه يريد يؤنسك به.
95 - حدثت عن ابن السماك, قال: قال رجل لسفيان الثوري: أوصني, قال: هذا زمان السكوت ولزوم البيوت.
96 - حدثت عن أبي جعفر الكندي, قال: حَدَّثَنا سعيد بن عصام, قال: سمعت مالك بن دينار يقول: كان الأبرار يتواصون بثلاث: بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزلة.
97 - حدَّثني القاسم بن هاشم، حَدَّثَنا علي بن عياش، حَدَّثَنا الليث بن سعد، حَدَّثَنا يحيى بن سعيد, قال: قال أبو أيوب الأنصاري: من أراد أن يكثر علمه، ويعظم حلمه, فليجلس في غير مجلس عشيرته.

الصفحة 50