كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

5 - حدثنا محمد بن الحسين, حدثنا إسماعيل بن سليمان الحرشي, حدثني عبيد الله بن شميط, حدثني حجاج الأسود ونحن في جنازة في الجبان قال: رأيت في المنام كأني دخلت المقابر وإذا أنا بأهل القبور نيام في قبورهم قد تشققت عنهم الأرض فمنهم النائم على التراب ومنهم النائم على القباطي, ومنهم النائم على السندس والإستبرق, ومنهم النائم على الديباج, ومنهم النائم على الريحان, ومنهم النائم كهيئة المتبسم في نومه, ومنهم من أشرق لونه, ومنهم خايل اللون, قال فبكيت عندما رأيت منهم ثم قلت في منامي: رب لو شئت سويت بينهم في الكرامة فنادى مناد من بين تلك القبور يا حجاج هذه منازل الأعمال قال:
6 - حدثني محمد, حدثنا عمار بن عثمان, حدثنا حصين بن القاسم الوزان, قال سمعت عبد الواحد بن زيد يقول حدثني رجل من العباد قال رأيت كأن أهل القبور تشققت عنهم القبور فوثبوا من قبورهم فمنهم الشاحب, ومنهم النضر, ومنهم كهيئة المريض, ومنهم من قربت منه مطيته ليركبها, ومنهم الراكب على الخيل, ومنهم الماشي على رجليه, فقلت: ما بال هؤلاء يمشون وهؤلاء ركبان؟ فقال لي قائل: تحمل كل امرئ منهم عمله قلت: أول ليس هؤلاء؟ موتى قال: بلى ولكنهم يبشرون.
7 - وحدثنا محمد بن الحسين, حدثنا خالد بن خداش, حدثنا سلام بن أبي مطيع قال: كنا مع محمد بن واسع في جنازة فأسرعوا بها المشي فانتهينا إلى الجبان ولم تتلاحق الناس فانتظروا بها حتى تلاحقوا قال: فصلينا عليها ثم انتهينا بها إلى القبر, فوضعت وجئت إلى محمد بن واسع فسمعته يقول لرجل إلى جنبه: كل يوم ينقل منا إلى المقابر نقلة, وكأنك بهذا الأمر قد عم آخرنا حتى يلحق بأولنا.
8 - حدثني محمد, حدثنا عمر بن سعد, حدثنا بهيم العجلي, عن رجل من البصريين, قال شهدت الحسن في جنازة واجتمع إليه الناس فقال: اعملوا لمثل هذا اليوم رحمكم الله فإنهم إخوانكم تقدموكم وأنتم بالأثر أيها المتخلف بعد أخيه أنت الميت غدا قبل الباقي بعدك, والباقي بعدك هو الميت في إثرك أولا فأول, حتى يوافوا جميعا قد عمكم الموت فاستويتم جميعا في غصصه وكربه حتى حللتم جميعا القبور, ثم تنشرون جميعا, ثم تعرضون على الله وجلا, ثم تنفس فخر مغشيا عليه.

الصفحة 516