كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

9 - حدثنا محمد بن الحسين, حدثنا سجف بن منظور قال شهدت عبد العزيز بن سلمان في جنازة فلما حمل الميت من السرير ليوضع في قبره فأدلي فإذا بصوت له عال: أيها المقدم إخوانه.
10 - حدثني محمد بن الحسين, حدثنا الوليد بن الأغر المكي, حدثنا عبد الله بن طلحة بن محمد التيمي, قال: سمعت سعيد بن السائب الطائفي يقول ونحن في جنازة: والله ما ترك الموت للنفس سرورا في أهل ولا ولد, والله لقد نغص الموت على المؤمنين الموسع لهم من هذه الدنيا حتى ضيق ذلك عليهم فرفضوه مسرورين برفضه قال: ثم سبقته دمعته فقام.
11 - حدثني محمد بن الحسين, حدثنا بشر بن مصلح, حدثنا سلمان بن صالح قال: فقد الحسن ذات يوم فلما أمسى قال له أصحابه: أين كنت اليوم؟ قال: كنت عند إخوان لي إذا نسيت ذكروني, وإن غبت عنهم لم يغتابوني فقال له أصحابه: هم الإخوان والله هؤلاء يا أبا سعيد دلنا عليهم قال: هؤلاء أهل القبور.
من هتف من المقبرة بموعظة
12 - حدثني محمد بن الحسين, حدثنا داود بن المحبر, حدثنا كثير بن كثير بن هاشم السلمي, عن أبيه قال: أعرس رجل من الحي على ابنة قال: فاتخذوا لذلك لهوا قال: وكانت منازلهم إلى جانب المقابر, فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك ليلا إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم فأصغوا مطرقين فإذا هاتف يهتف من بين القبور
يا أهل لذة دنيا لا تدوم لهم ... إن المنايا تبيد اللهو واللعبا
كم قد رأيناه مسرورا بلذته ... أمسى فريدا من الأهلين مغتربا
قال: فوالله ما لبثوا بعد ذلك أياما حتى مات الفتى المزوج.

الصفحة 517