كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

13 - حدثنا محمد بن الحسين, حدثنا حكيم بن جعفر, قال: سمعت صالح المري يقول دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت فقلت: سبحان الله من يجمع بين أرواحكم وأجسادكم بعد افتراقها ثم يحييكم وينشركم من بعد طول البلى قال: فناداني مناد من بين تلك الحفر: يا صالح {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} قال: فسقطت والله لوجهي فزعا من ذلك الصوت.
14 - حدثني أبو أيوب مولى بني هاشم قال: بينما ثابت البناني في مقبرة يحدث نفسه فهتف هاتف, إن تراهم ساكنين فكم فيهم من مغموم.
15 - حدثنا سلمة بن شبيب, حدثنا سهل بن عاصم, حدثنا وداع بن مرجى بن وداع قال سمعت بشر بن منصور يقول قال لي عطاء الأزرق: إذا حضرت المقابر فليكن قلبك فيما أنت بين ظهرانيه فإني بينما أنا نائم ذات ليلة في المقابر إذ تفكرت في شيء فإذا أنا بصوت إليك يا غافل إنما أنت بين ناعم في نعيمه مدلل أو معذب في سكراته مغلل.

الصفحة 518