كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

16 - حدثنا يحيى بن سعيد القرشي قال: سمعت أبي عن شرقي بن قطامي قال: كان رجلان بينهما إخاء ومودة فتصارما فمات أحدهما على صرامه فذكر الحديث.
فدفن بالدوم فمر الباقي بقبر الميت فلم يعرج عليه ولم يسلم فهتف به هاتف من القبر:
أجدك تطوي الدوم ولا ترى ... عليك لأهل الدوم أن تكلما
وبالدوم ثاو لو ثويت مكانه ... فمر بأهل الدوم عاج فسلما
تجدد صرما أنت كنت بدأته ... ولا أنا فيه كنت أسوا وأظلما.
17 - حدثني أبو عبد الرحمن القرشي, حدثني العلاء بن أبي الصهباء التيمي, عن سوار بن مصعب الهمداني, عن أبيه, أن أخوين كانا جارين, وكان كل واحد منهما يجل بصاحبه وجدا, لا يرى مثله فخرج الأكبر إلى أصبهان فقدم وقد مات الأصغر فاختلف إلى قبره تسعة أشهر فلما حضر أجله إذا هاتف يهتف من خلفه يقول:
يا أيها الباكي على غيره ... نفسك أصلحها ولا تبكه
إن الذي تبكي على إثره ... يوشك أن تسلك في سلكه
فالتفت فلم يرى خلفه أحدا فاقشعر وحم فرجع إلى أهله فلم يلبث إلا ثلاثا حتى مات فدفن إلى جنبه فكانت كل واحدة من قوله يوشك يوما.
18 - حدثنا عمار بن نصر أبو ياسر المروزي, حدثنا بقية, حدثنا صفوان, عن عبد الرحمن بن جبير, عن يزيد بن شريح, أنه سمع صوتا من قبر
إن ترون اليوم أمثالنا فقد كنا ... أمثالكم ولنا أقرانا في الحياة شكلكم
فتلك البيداء تسفى رياحها ... ونحن في مقصورة لا ننالكم
من يكن منا فليس براجع ... فتلك ديارنا فهي مصيركم.

الصفحة 519