كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

19 - حدثني محمد السمسار, قال: أخبرنا أبو اليمان, قال: أخبرنا صفوان بن عمرو, عن سليمان بن يسار الحضرمي قال: كان ناس يسيرون ليلاً باب الشرق مما يلي المقابر فسمعوا صوتا من قبر يقول:
يا أيها الركب سيروا ... من قبل أن لا تسيروا
كما كنتم كنا فغيرنا ريب المنون ... وسوف كما كنا تكونوا.
20 - حدثت عن سعيد بن محمد الجرمي, حدثنا أبو تميلة, حدثنا زيد بن عمر التيمي, حدثنا مجالد بن سعيد, عن الشعبي قال: كان صفوان بن أمية في بعض المقابر فإذا شعل نيران قد أقبلت ومعها جنازة فلما دنوا من المقبرة قالوا: انظر قبر كذا وكذا قال: فسمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول
أنعم الله بالظعينة عينا ... وبمسراك يا أمين إلينا
جزعا ما جزعت من ظلمة القبر ... ومن مسك التراب أمينا
قال فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضبوا لحاهم ثم قال: هل تدري من أمينة؟ قلت: لا, قال: صاحبة السرير, هذه أختها ماتت عام أول فقال صفوان: قد علمنا أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت.
21 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي, حدثني سحيم بن ميمون وكان من جلساء الليث بن سعد قال: كان رجل نائمًا في مقبرة فسمع هاتف يقول:
أنعم الله بالخليلين عينا ... وبمسراك يا أميم إلينا
فأجابه مجيب قال: وما ينفعها وأبي عليها ساخط فلما أصبح الرجل إذا بقبر يحفر ورجل هناك فسأل عن القبر وأخبره بما سمع فقال: هذان قبرا ابنتي وهذه أمينة أمهما وقد كنت ساخطا عليها أما إني لأقرن أعينهما بالرضا عنها قال: فرضي عنها وولي أمرها حتى وارها.

الصفحة 520