كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

22 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز, عن عمرو بن أبي سلمة, عن عمر بن سليمان قال: مات رجل من اليهود وعنده وديعة لمسلم وكان لليهودي ابن مسلم فلم يعرف موضع الوديعة فأخبر شعيبا الجبائي فقال: إإت برهوت فإن بها عينا تسبت فإذا جفت في يوم السبت فامش عليها حتى تأتي عينا هناك فادع أباك فإنه سيجيبك فاسأله عما تريد ففعل ذلك الرجل ومضى حتى أتى العين فدعا أباه مرتين أو ثلاثا فأجابه فقال: أين وديعة فلان فقال: تحت أسكفة الباب فادفعها إليه والزم ما أنت عليه.
23 - حدثنا عبيد الله بن جرير العتكي, حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد, حدثنا محمد بن مروان, عن يونس بن أبي الفرات قال: حفر رجل قبرا فقعد يستظل فيه من الشمس فجاءت ريح باردة فأصابت ظهره فنظر فإذا ثقب صغير فوسعه بإصبعه فإذا قبر فنظر فيه مد البصر, وإذا شيخ مخضوب كأنما رفعت المواشط أيديها عنه وقد بقي من أكفانه على صدره شيء.
24 - حدثني مروان بن محمد القرشي, حدثنا الوليد بن مسلم, حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن شيخا من شيوخ الجاهلية العتاة قال: يا محمد ثلاث بلغني أنك تقولهن, لا ينبغي لذي عقل أن يصدقك بهن, بلغني أن تقول إن العرب تاركة ما كانت تعبد هي وآباؤها, وأنك ظهرت على كنوز كسرى وقيصر, وإنا سنبعث من بعد أن نموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لتتركن العرب ما كانت تعبد هي وآباؤها ولتظهرن على كنوز كسرى وقيصر, ولتموتن ولتبعثن ولآخذن بيدك يوم القيامة فلأذكرنك مقالتك هذه قال: ولا تضلني في الموت ولا تنساني قال: ولا أضلك في الموتى ولا أنساك فبقي الشيخ حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى ظهور المسلمين على كنوز كسرى وقيصر فأسلم فحسن إسلامه وكان عمر بن الخطاب كثيرا ما يسمع نحيبه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإعظامه ما كان ... رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عمر ربما يأتيه فيسكن هنية فيقول: قد أسلمت ووعدك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ بيدك ولا يأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أحد يوم القيامة إلا أفلح وسعد.

الصفحة 521