كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

باب الموعظة بالجنازة والاعتبار بها
25 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي, حدثنا عبد الرحمن بن محمد البخاري, عن رجل من أهل البصرة, عن الخليل بن مرة ,عن زيد بن أسلم, عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ميت يوضع على سريره فيخطى به ثلاث خطى إلا تكلم بكلام يسمعه من شاء الله إلا الثقلين الإنس والجن يقول: يا إخوتاه وياخد ماه ويا حملة نعشاه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا يلعب بكم الزمان كما لعب بي خلفت ما تركت لورثتي والديان يوم القيامة يحاسبني وأنتم تشيعوني وتدعوني.
26 - حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى الرازي, حدثني أبي, عن عمرو بن شمر, عن جابر عم جعفر, عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان حين يحمل عدوا به إلى قبره نادى حملته ألا تسمعون يا إخوتاه إني أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي, إن عدوي خدعني فأوردني ولم يصدرني وأقسم لي أنه لي ناصح فغشني وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى إذا اطمأننت إليها صرعتني وأشكو إليكم أخلائي ألهوني ومنوني ثم تبرؤا مني وخذلوني وأشكو إليكم أولادا حاميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي ثم أسلموني وأشكو إليكم مالا نسيت فيه حق الله فكان وباله علي ونفعه لغيري وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها خزينتي فصار سكانها غيري وأشكو إليكم طول الثواء في قبر يناديي أنا بيت الدود والظلمة والبعد والوحشة والضيق والغربة والعذاب والنقمة فيا إخوتاه فاجتنبوني ما استطعتم واحذروا مثل ما لقيت فإني بشرت بالنار والصغار وغضب العزيز الجبار فيا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله ويا طول ثبوراه فما لي من شفيع يطاع ولا صديق حميم ولو أن لي كرة فأكون من المحسنين قال: مما يفر أحدهم ينادي حتى يدخل حفرته قال: ثم يبكي أبو جعفر إذا ذكر هذا.

الصفحة 522