كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

76 - حدثنا محمد بن الحسين, حدثنا داود بن المحبر, حدثنا صالح المري, حدثنا يزيد الرقاشي, عن أبي العالية قال: يبعث الميت في أكفانه قال داود: سمعت صالح المري يقول: في إثر هذا الحديث بلغني أنهم يخرجون من قبورهم في أكفان دسمة وأبدان بالية متغيرة وجوههم شعثة رؤوسهم نهكة أجسامهم, طائرة قلوبهم بين صدورهم وحناجرهم لا يدري القوم ما موئلهم إلا عند انصرافهم من الموقف فمنصرف به إلى الجنة ومنصرف به إلى النار, ثم نادى صالح بأعلى صوته يا سوء منصرفاه أرأيت إن لم تغمرنا منك برحمة واسعة لما قد ضاقت به صدورنا من الذنوب العظام والجرائر التي لا غافر لها غيرك.
77 - حدثني محمد بن الحسين, حدثني رستم بن أسامة, حدثني الفضل بن المهلهل أخو المفضل وكان من العابدين قال: كان جليس لنا حسن التخشع والعبادة يقال له: مجيب وكان من أجمل الرجال قال: فصلى حتى انقطع عن القيام, وصام حتى اسود قال: ثم مرض فمات وكان محمد بن النضر الحارثي له صديقا قال: ومات محمد قبله قال: فرأيت محمدا في منامي من بعد موت مجيب فقلت ما فعل أخوك مجيب؟ قال: لحق بعمله قال: قلت: وكيف وجهه ذاك الحسن؟ قال: أبلاه الله بالتراب قلت: وكيف وأنت تقول: قد لحق بعمله؟ قال: يا أخي أما علمت أن الأجساد في القبور تبلى, وإن الأعمال في الآخرة تحيى, قال: قلت: يبلون حتى لا يبقى منهم شيء ثم يحيون يوم القيامة قال: أي والله يا أخي يبلون حتى يصيروا رفاتا ثم يحيون عند الصيحة كأسرع من اللمح.

الصفحة 532