كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

97 - حدثنا سويد بن سعيد, حدثنا الحكم بن سنان, عن عمرو بن دينار قال: كان رجل من أهل المدينة وكانت له أخت في ناحية المدينة فاشتكت, وكان يأتيها يعودها ثم ماتت فجهزها وحملها إلى قبرها فلما دفنت ورجع إلى أهله ذكر أنه نسي كيسا كان معه في القبر فاستعان برجل من أصحابه فأتيا القبر فنبشاه فوجدا الكيس قال للرجل: تنح حتى أنظر على أي حال أختي فرفع بعض ما على اللحد فإذا القبر يشتعل نارا فرده وسوى القبر ورجع إلى أمه فقال: أخبريني ما كان حال أختي فقالت: ما تسأل عنها وقد هلكت؟ فقال: لتخبريني قالت: كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم.
98 - حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر القرشي, عن مالك ابن إسماعيل, حدثنا حصين الأسدي قال: سمعت مرثد بن حوشب قال: كنت جالسا عند يوسف بن عمر وإلى جنبه رجل كأن شقة وجهه صفحة من حديد فقال له يوسف: حدث مرثدا بما رأيت فقال: كنت شابا قد أتيت هذه الفواحش فلما وقع الطاعون قلت: أخرج إلى ثغر من هذه الثغور ثم رأيت أن أحفر القبور فإذا بي ليلة بين المغرب والعشاء قد حفرت وأنا متكئ على تراب قبر آخر إذ جيئ بجنازة رجل حتى دفن في ذلك وسووا عليه فأقبل طائران أبيضان من المغرب مثل البعيرين حتى سقط أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه ثم أثاراه ثم تدلى أحدهما في القبر والآخر على شفيره فجئت حتى جلست على شفير القبر وكنت رجلا لا يملأ جوفي شيء قال: فسمعته يقول: ألست الزائر أصهارك في ثوبين ممصرين تسحبهما كبرا تمشي الخيلاء فقال: أنا أضعف من ذلك قال: فضربه ضربة امتلأ القبر حتى فاض ماء ودهنا ثم عاد فأعاد إليه القول حتى ضربه ثلاث ضربات كل ذلك يقول ذلك ويذكر أن القبر يفيض ماء ودهنا قال: ثم رفع رأسه فنظر إلي فقال: انظر أين هو جالس بلسه الله قال: ثم ضرب جانب وجهي فسقطت فمكثت ليلتي حتى أصبحت قال: ثم أخذت أنظر إلى القبر فإذا هو على حاله وأذكر جلوسي قال: نحو هذا أو مثله.

الصفحة 538