كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

107 - حدثنا الحسن بن سليمان, حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ, حدثني إبراهيم بن عبد الله النميري, عن بقية الزهراني قال: سمعت ثابت البناني وهو يقول: بينا أنا أمشي في المقابر إذا هاتف يهتف من ورائي وهو يقول: يا ثابت لا يغرنك سكونها فكم من مغموم فيه قال: فالتفت فلم أر أحدا.
108 - حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي, عن يزيد بن هارون, عن هشيم قال: مر الحسن على مقبرة فقال: من عسكر ما أسكتهم فكم فيها من مكروب.
109 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي, قال: حدثني أبي, حدثنا سفيان بن حسين قال: ماتت النوار بنت أعين بن ضبيعة المجاشعي امرأة الفرزدق فخرج الحسن في جنازتها فلما سوي عليها التراب قام الفرزدق فأنشأ يقول:
أخاف وراء القبر إن لم يعافني ... أشد من القبر التهابا وأضيقا
إذا جاءني يوم القيامة قائد عنيف ... وسواق يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد دراما من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا
قال: وكان والله يبكي الناس يومئذ قال: فقال الحسن: ما يقول الناس؟ قال: يقولون أنت خير الناس وأنا شر الناس قال: لست بخير الناس ولا أنت بشر الناس قال: ما اعتددت لذلك اليوم قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة قال الحسن: خذها من غير فقيه.

الصفحة 541