كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

124 - حدثني أبو عبد الله عبد المؤمن بن عبد الله الموصلي, حدثني رجل من أهل الرملة, قال: أصابتنا ريح شديدة كشفت عن القبور قال: فنظرت إلى جماعة منهم قد حولوا عن القبلة فذكرنا شيخا عندنا كان مات قبل ذلك بأحد عشر يوما كان فاضلا قال: فجئنا إلى قبره فإذا هو على القبلة, وإذا بأنفه أثر فحمدنا الله على ذلك.
125 - حدثني عبد المؤمن, حدثني رجل قال: ماتت ابنة لي فأنزلتها القبر فذهبت لأصلح لبنه فإذا هي قد تحولت عن القبلة فاغتممت لذلك غما شديدا فأريتها في النوم فقالت: يا أبت اغتممت لما رأيتني عامة من حولي من القبور فحولني عن القبلة قال: فكأنها ترى الذين ماتوا وهم مصرون على الكبائر.
126 - حدثنا خالد بن خداش, حدثنا حماد بن زيد, حدثني خالد بن نافع, عن أبي عيينة بن المهلب قال: سمعت يزيد بن المهلب يقول: لما ولاني سليمان بن عبد الملك العراق وخراسان, ودعني عمر بن عبد العزيز وقال لي: يا يزيد اتق الله فإني حيث وضعت الوليد في لحده إذا هو يركض في أكفانه.
127 - حدثني محمد بن الحسين, حدثنا علي بن حفص, حدثنا سلام الطويل, عن عمرو بن ميمون, قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: كنت فيمن دلى الوليد بن عبد الملك في قبره فنظرت إلى ركبتيه قد اجمعتا في عنقه فقال ابنه: عاش والله عاش ورب الكعبة فقلت: عوجل أبوك ورب الكعبة قال: فاتعظ بها عمر بعده.
128 - حدثني محمد, حدثنا يزيد بن هارون, حدثنا هشام بن حسان, عن واصل مولى أبي عيينة, عن عمرو, عن عبد الحميد بن محمود المعولي قال: كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه قوم فقالوا: إنا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا حتى أتينا ذا الصفاح مات فهيأناه ثم انطلقنا فحفرنا له ولحدنا له فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فتركناه وحفرنا له مكانا آخر فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فتركناه وأتيناك فقال ابن عباس ذاك الغل الذي يغل به انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذي نفسي بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيه فانطلقنا فوضعناه في بعضها فلما رجعنا أتينا أهله بمتاع كان له معنا فقلنا لامرأته ما كان يعمل زوجك؟ قالت كان يبيع الطعام فيأخذ منه كل يوم قوت أهله ثم يقرض القصب مثله فيلقيه فيه.

الصفحة 546