كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

135 - حدثني محمد, حدثنا عبيد بن إسحاق الضبي, حدثنا عاصم بن محمد العمري, عن زيد بن أسلم, عن أبيه قال: بينا عمر بن الخطاب يعرض الناس إذ مر به رجل معه ابن له على عاتقه فقال عمر: ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا بهذا فقال الرجل: أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة فقال: ويحك وكيف ذلك؟ قال: خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا به فقلت أستودع الله ما في بطنك فلما قدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت فبينما أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع ابن عم لي إذ نظرت إلى ضوء شبه السراج في المقابر فقلت لبني عمي: ما هذا قالوا: ما ندري غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحو القبر فإذا القبر مفتوح وإذا هو بحجر أمه فناداني مناد أيها المستودع ربه خذ وديعتك أما لو استودعت أمه لوجدتها قال: فأخذت الصبي وانضم القبر قال أبو جعفر: فسألت عثمان بن زفر التيمي عن هذا الحديث فقال: قد سمعته من عاصم بن محمد.
136 - حدثني محمد, حدثني عبد العزيز بن أبان, حدثنا إسماعيل بن عبد الأعلى قال: كان رجل يزور قبر امرأة من أهله قال: بينما أنا ذات ليلة عند قبرها إذ ذهب بي النوم فإذا هي تكلمني فقالت: ترى هذه القبور ليس فيها أحداً أعظم أجراً من صاحب هذا القبر قلت: أي شيء كان عمله؟ قالت: أصيب بمصائب كثيرة فصبر عليها.

الصفحة 549