كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

137 - حدثني محمد, حدثني سعيد بن خالد بن يزيد الأنصاري, عن رجل من أهل البصرة كان يحفر القبور قال: حفرت قبرا ذات يوم ووضعت رأسي قريبا منه فأتتني امرأتان في منامي فقالت إحداهما: يا عبد الله نشدتك بالله إلا صرفت عنا هذه المرأة ولم تجاورناها قال فاستيقظت فزعا فإذا أنا بجنازة امرأة قد جيء بها فقلت القبر وراءكم فصرفتهم عن ذلك القبر فلما كان الليل إذا أنا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما: جزاك الله عنا خيرا فقد صرفت عنا شرا طويلا قلت: ما لصاحبتك لا تكلمني كما تكلميني أنت؟ قالت: إن هذه ماتت على غير وصية وحق لمن مات على عن وصية أن لا يتكلم إلى يوم القيامة.
138 - حدثني أبو عثمان الأموي, قال: سمعت أبي يذكر, عن أبي بكر بن عياش, عن حفار كان في بني أسد قال: فمررت بالحفار فحدثني كما حدثني أبو بكر عنه قال: كنت أنا وشريك لي نتحارس مقبرة بني أسد فإني ليلة في المقابر إذ سمعت قائلا يقول: من قبرن يا عبد الله؟ قال مالك يا جابر؟ قال: غدا تأتينا أمنا قال: وما تنفعنا لا تصل إلينا إن أبي قد غضب عليها وحلف أن لا يصلي عليها قال: فجعلا يكرران مرارا فجئت لشريكي فجعل يسمع الصوت ولا يفهم الكلام فلقنته إياه ثم تفهم ففهمه فلما كان من غد جاءني رجل فقال: احفر لي هاهنا قبرا بين القبرين اللذين سمعت منهما الكلام فقلت: اسم هذا جابر, واسم هذا عبد الله فقال: نعم فأخبرته بما سمعت فقال: نعم قد كنت حلفت أن لا أصلي عليها لا جرم لأكفرن عن يميني ولأصلين عليها ولأترحمن عليها قال: ثم مر بي بعد ذلك وبيده عكازه ومعه إداوة فقال: إني أريد الحجر مكان يميني تلك.
139 - حدثني محمد بن موسى الصائغ, حدثنا عبد الله بن نافع المزني, قال: مات رجل من أهل المدينة فدفن بها فرآه رجل كأنه من أهل النار فاغتم لذلك ثم أريه بعد سابعة أو ثامنة كأنه من أهل الجنة فسأله قال: دفن معنا رجل من الصالحين فشفع في أربعين من جيرانه فكنت فيهم.

الصفحة 550