كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

145 - أنشدني أبو علي ....:
هالوا عليه التراب ثم انثنوا ... عنه وخلوه وأعماله
لم ينقض النوح من داره ... عليه حتى اقتسموا ماله.
146 - وأنشدني الرياشي عباس بن الفرج
تصيح منازل الأموات وجدا ... ويحدث عند رؤيتها اكتئاب
منازل لا تجيبك حين تدعو ... وعز عليك أنك لا تجاب
147 - وأنشدني إبراهيم الأصبهاني عن الرياشي
وكيف تجيب من تدعوه ميتا ... تضمنه الجنادل والتراب
148 - وأنشدني إبراهيم الأصبهاني
مقيم إلى أن يبعث الله خلقه ... لقاؤك لا يرجى وأنت قريب
تزيد بلى في كل يوم وليلة ... وتنسى كما تبلى وأنت حبيب
149 - حدثني محمد بن عباد بن موسى, حدثنا كثير بن هشام, عن أبي المقدام قال: كنت أساير الحسن ونحن راجعون من جنازة بكر بن عبد الله فقلت: أرأيت قول الله عز وجل: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}, فنظر عن يمينه وعن شماله فقال: هم هؤلاء في البرزخ كما ترون يركضون عليهم .... لا يسمعون الصوت.
150 - حدثني محمد بن عباد بن موسى, حدثنا هشام بن محمد, عن عون بن أيوب البجلي قال: سمعت جدي أبا زرعة بن عمرو بن جرير, عن أبيه قال: تدرون أي يوم تنصر فيه النعمان بن المنذر فقلنا: لا؟ فقال: فإنه خرج متنزها متصيدا, وكان النعمان يعبد الأوثان فمر بمقابر بظاهر الحيرة فوقف قريبا منها فقال له عدي بن زيد: أبيت اللعن تدري ما تقول هذه المقابر؟ قال: لا قال: فإنها تقول:
أيها الركب المحيون على الأرض مجدون ... كما أنتم كنا وكما نحن تكونون
قال: أعد علي فأعاد عليه فرجع النعمان وهو رقيق ثم خرج خرجة فوقف على المقابر فقال له عدي: أبيت اللعن تدري ما تقول هذه؟ قال: ما تقول؟ قال: تقول:
رب ركب قد أناخوا حولنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم بادوا عصف الدهر بهم ... وكذاك الدهر حال بعد حال
قال: أعد فأعاد فرجع متنصرا فمات نصرانيا.

الصفحة 552