كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

154 - حدثنا سعيد بن سلميان, حدثنا خلف بن خليفة, حدثنا أبو هاشم الرماني قال: بلغني أن ذا القرنين لما بلغ المشرق والمغرب مر برجل معه عصا يقلب عظام الموتى, وكان إذا أتى مكانا أتاه ملك ذلك المكان فسائلوه بعلم ما به فعجب ذو القرنين فأتاه فقال: لما لا تأتيني ولم تسألني؟ قال: لم يكن لي إليك حاجة, وعلمت أنك إن يكن لك إلي حاجة فستأتيني قال: فقال له: ما هذا الذي تقلب؟ قال: عظام الموتى هذا عملي منذ أربعين سنة أعرف الشريف من الوضيع وقد اشتبهوا علي فقال له ذو القرنين: هل لك أن تصحبني وتكون معي؟ قال: إن ضمنت لي أمرًا صحبتك قال ذو القرنين: ما هو؟ قال: تمنعني من الموت إذا نزل بي قال ذو القرنين: ما أستطيع ذلك قال: فلا حاجة لي في صحبتك.
155 - حدثني يعقوب بن إسماعيل, حدثنا حبان بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن المبارك, أخبرنا رشدين بن سعد, حدثنا عمرو بن الحارث, عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن ذا القرنين في بعض مسيره دخل مدينة فاستكف عليه أهلها ينظرون إلى موكبه الرجال والنساء والصبيان, وبها شيخ على عصا له فمر به ذو القرنين فلم يلتفت إليه الشيخ فعجب ذو القرنين فأرسل إليه فقال: ما شأنك استكف الناس ينظرون إلى موكبي فما بالك أنت؟ قال: لم يعجبني ما أنت فيه إني رأيت ملكا مات في يوم هو ومسكين ثم اطلعتهما بعد أيام وقد تزايلت لحومهما ثم رأيتهما قد تفصلت العظام واختلطت فما أعرف الملك من المسكين فما يعجبني ملكك فلما خرج استخلفه على المدينة.

الصفحة 555