كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

168 - حدثني مفضل بن غسان قال: نظر رجل إلى القبور قال: أصبح هؤلاء زاهدين في ما نحن فيه راغبين.
169 - حدثني أحمد بن إبراهيم العبدي, حدثني أبو داود, عن عمارة بن مهران المعول قال: قال محمد بن واسع: ما أعجب إلي منزلك قلت: وما يعجبك من منزل وهو عند القبور؟ قال: وما عليك يقلون الأذى ويذكرونك الآخرة.
170 - حدثني محمد بن عباد بن موسى, حدثنا كثير بن هشام, عن مبارك بن فضالة, عن الحسن, عن عثمان بن أبي العاص كان في جنازة فرأى قبرا ... فقال لرجل من أهله: تعال إلى بيتك الذي هو بيتك قال: فجاء قال: ما أرى بيتا فيه طعام ولا شراب ولا ثياب قال: فإنه والله بيتك قال: صدقت قال: فرجع فقال والله لأجعلن ما في بيتي ذلك قال الحسن: هو والله التشدد والهلكة لتصبرن أو لتهلكن قال: سمعته ينشد:
هل على نفس محزون موقن ... من أنه غدا مدفون
فهو للموت مستعد ... لا يصون الحطام فيمن يصون
كلنا نكثر المذمة للدنيا ... وكل محبها مدفون
بأكثر الكنوز إن الذي ... يكفيك ما أكثرت فيه الدون
أترى من بها جميعا كان ... قد علقت منها ومنك الرهون
أين آباؤنا وأين آباؤهم قبل ... وأين القرون أين القرون
إنا لتلك المنايا ولو أنك ... في شاهق من تلك الحصون
كم أناس كانوا فأتتهم ... الأيام حتى كأنهم لم يكونوا
إن رأيا دعا إلى طاعة الله ...لرأيا باذل ميمون

الصفحة 559