كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

171 - حدثني أبو بكر بن الأغر, حدثنا خلف بن تميم قال: سمعت يزيد بن مغول يقول:
أين آباؤنا وأين آباء آباؤنا ... وأين أين الجدود
وردوا منهل المنايا فبادوا ... ولهانا قد حان ما وردوا
172 - حدثني سليمان بن أبي شيخ أنشدني محمد بن الحكم لأعشى همدان:
فما تزود مما كان يجمعه ... إلا حنوطا غداة البين مع خرق
وغير نفحة أعواد تسير له ... وقل ذلك من زاد لمنطلق
لا تأسين على شيء فكل ... فتى إلى منيته يسير في عنق
وكتل من ظن أن الموت يخطئه ... معلل بأعاليل من الحمق
بأيما تقدر منيته ... إلا يسيح إليها طائعا يسق
وأنشدني سليمان بن أبي شيخ:
173 - ما زالت الدنيا منغصة ... لم ينجو صاحبها من الشكوى
دار الفجائع والهموم ... ودار المنون والأحزان والشكوى
مني الفتى فيها بمنزل ... إذ صار تحت خزائنها ملقى
يقفوا مساوئها محاسنها ... لا شيء بين المنعى والبشرى
174 - وأنشدني أبو العباس الملكي بمكة
كأني بإخواني على حافة قبري ... يهيلونه فوقي وأدمعهم تجري
عفى الله عني حين أترك ثاويا ... أزار فلا أدري وأجفا فلا أدري

الصفحة 560