كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

175 - أنشدني علي بن محمد بن البصري
يا ساعة القبر أين زواري ... إذا تخليت بين أحجاري
يهجر ذكري ويحتمي وطني ... وتنقضي مدتي وآثاري
176 - أنشدني أبو جعفر القرشي
يا ساكن اللحد قلب حين تسكنه ... عينيك فانظر لماذا يصنع الجاثي
يا داخل القبر فاسمع حين تدخله ... ماذا يرثيك فيه بعدك الراثي
يا عين لا تبكي دمعا علي ولا نوحا ... إلى أعين يرقبن ميراثي
177 - أنشدني أبي رحمه الله قال: انشدني أبو السمح الطائي:
إذا أصحاب ودي ودعوني ... وراحوا والأكف بها غبار
مقيم لا يجاورني صديق ... بأرض لا أزور ولا أزار
فذاك النائي لا الهجران ... شهرا وشهرا ثم تجتمع الديار
178 - وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن لهدبة بن الهيثم العدوي
ألا عللاني قبل نوح النوائح ... وقبل اضطلاع النفس بين الجوانح
وقبل غد يا ويح نفسي من غد ... إذا راح أصحابي ولست برائح
إذا راح أصحابي تفيض دموعهم ... وغودرت في لحد على صفائح
يقولون هل أصلحتم لأخيكم ... وما القبر في أرض الفضاء بصالح
179 - حدثني عمر بن أبي معاذ البصري, حدثني بكر بن عبد الله بن عاصم, عن مالك بن دينار قال: لما مات بشر بن مروان مات رجل أسود كان قريب المنزل منا فشيعناه فدفن إلى جانب قبر بشر فلما أتت عليه ثالثة مررت بقبريهما فلم أعرف أحدهما من صاحبه فذكرت قول الشاعر:
والعطيات خساس بينهم ... وسواء رمس مثري ومقل

الصفحة 561