كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

218 - حدثنا محمد بن الحسين, حدثني ضجعم أو ضيغم بن بشير أبو إبراهيم الطائي قال: سمعت جميعا أبا محمد الغافقي, وكان خيار عباد الله يقول: مررت بقبر في طرق الشام عليه مكتوب:
أيها الركب قفوا فاعتبروا ... ثم ارحلوا فتذكروا وادكروا
كم رأيا ورأيتم من الناس طمروا ... بعد رجاء ونعيم في الثرى قبروا
قال: فدخلنا من ذلك الموضع فبينا نحن نسير وقد أظلم الليل فسمعنا قائلا يقول:
أيها الركب سيروا الركب فكم من سائر بكر لا يدرك الرواح, وكم من سائر مساء لا يدرك الصباح, فجدوا في أمر الله لعلكم تفلحوا بالنجاح, ولا تكن موضع عظتي كمثنا في الرياح
قال: فانطلقنا فجعلنا نسير حتى نزلنا ذات ليلة إلى أجمة إلى حافتها قبر فبينا نحن قد أخذنا مضاجعنا, وذلك قبر السحر إذ سمعنا قائلا يقول من بين تلك الأقبر:
كفى بالموت مذكرا وإن في الموت لمعتبرا, ألا ترون لكم سلفا فكذى أنتم لمن يأتي بعدكم فرطا,
لا شك أنكم لنا تبع وإنهم لكم لحق, ثم قال: أستودعكم الله وأخبركم أن سليمان بن عبد الملك قد مات وولي الأرض إمام عادل اسمه اسم أحد وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقدمنا بلادنا فإذا سليمان بن عبد الملك قد مات وولي الخلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله.

الصفحة 576