كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

232 - حدثني علي بن محمد البصري, حدثني عبيد الله بن العباس, حدثني ابن أبي أصلح بن الوجيه قال: كتبت على قبر أبي وأخي وماتا بفارس:
الوجيه صالح عرفوه ... وإلى الخلق كلهم فاندبوه
جاء مستعجلا يقود بيتا ... كان بالبر آمنا يعدوه
فإذا الموت قد طواه من الأمن ... فهذا ابنه وهذا أبوه
233 - وحدثني أبو زكريا الجشمي قال: أوصى رجل من أهل أنطاكية من الأزد أن يكتب على قبره أعد لله يوم تلقاه أن لا إله إلا الله يقولها مخلصا عساه بها يرحمه الله.
234 - حدثني الحسن بن جمهور بن زياد مولى بني هاشم, حدثنا الهيثم بن عدي, عن عبد الله بن عباس, عن حصين بن عبد الرحمن وغيره, عن عمرو بن ميمون الأودي عن جرير بن عبد الله قال: افتتحنا بفارس مدينة فدللنا على مغارة ذكر لنا أن فيها أموالا فدخلناها ومعنا من يقرأ الفارسية فأصبنا في تلك المغارة من السلاح والأموال شيئا كثيرا, ثم سرنا إلى بيت شبيه الأزج عليه صخرة عظيمة فقلبناها وإذا في الأزج سرير من ذهب عليه رجل أوحش ما رأينا منظرا عليه حلل قد تمزقت وعند رأسه لوح فيه كتاب فقرئ لنا فإذا فيه: أيها العبد المملوك لا تتجبر على خالقك ولا تعد قدرك الذي جعله الله لك واعلم أن الموت غايتك وإن طال عمرك وأن الحساب أمامك وأنك إلى مدة معلومة متروك ثم تؤخذ بغتة أحب ما كانت الدنيا إليك فقدم لنفسك خيرا تجده محضرا وتزود لنفسك من متاع الغرور ليوم فاقتك, أيها العبد الضعيف اعتبر بي فإن في معتبرا وعليك من الله في حجة, أنا بهرام بن بهرام ملك فارس كنت من أعلاهم بطشا وأقساهم قلبا وأطولهم أملا وأفضلهم سياسة وأرغبهم في اللذة وأحرصهم على جمع الدنيا فدوخت البلاد النائية وقتلت الملوك الساطية وهزمت الجيوش العظام وأذللت المقاول الكرام وعشت خمسمائة عام وجمعت من الدنيا ما لم يجمعه أحد قبلي, ولم أستطع أن أفتدي به نفسي من الموت إذ نزل بي.

الصفحة 580