كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

236 - حدثني الحسن بن جمهور, حدثنا الهيثم, حدثنا ابن عياش حدثني بعض أهل نجران قال خرجنا نحفر قبرا لعظيم من عظمائنا في موضع لنا نسميه مقبر الملك فأصبنا تابوتا من حديد مسجلا ففتحناه فإذا شيخ كأن رأسه ولحيته الثغامة ناحل الجسم مدرج في حلة, وإذا عند رأسه كتاب أنا جنيدة بن الجنيد ذي مران عشت ستمائة سنة ثم صرت إلى ما ترون أفٍ للدنيا والراغبين فيها والويل لمن استهوته وغر بها.
237 - حدثني الحسين, حدثني عبد الله بن مرة الحميري, عن أبيه قال: أخبرني مهلب بن عبد الله بن ذي يرحم, عن عيسى بن عبد الله بن بحير بن ديسان قال: أصاب الناس مطرا بالخريف في خلافة معاوية فخرق السيل موضعا فإذا فيه بيت من حجارة عليه باب من حجارة فكشف فإذا جبوة قبر عليه لوح من حديد مطبق مكتوب فيه أنا باران بهير الملك بن الملوك عشت سبعمائة عام وافتضضت ألف عذراء وهزمت ألف عسكر ثم صرت إلى الموت فمن رأى قبري فليتق الله وليعلم أن مصيره إلى الموت.
238 - حدثني محمد بن الحسين, حدثنا بشر بن محمد بن أبان السكري, حدثنا الحسين بن عبد الله القرشي, عن رجل من الأنصار قال: لما أصاب داود صلى الله عليه الخطيئة فزع إلى العبادة فأتى راهبا في قلة جبل فناداه بصوت عال فلم يجبه فلما أكثر عليه قال الراهب: من هذا الذي يناديني بصوت عال لم تخفه أسلافه ولم تعنه العبادة قال: أنا داود نبي الله صاحب القصور الحصينة, والخيل المسومة والنساء والشهوات, لإن نلت الجنة بهذا لأنت أنت قال داود: فمن أنت؟ قال: أنا راغب راهب متوق قال: فمن أنيسك ومن جليسك؟ قال: اصعد تراه إن كنت تريد ذلك قال: فتخلل داود الجبل حتى صار في قلته فإذا هو بميت مسجى قال هذا جليسك وهذا أنيسك؟ قال: نعم قال من هذا؟ قال تلك قصته في لوح من نحاس عند رأسه قال: فدنا داود عله السلام فقرأ الكتاب: أنا فلان بن فلان ملك من الأملاك عشت ألف عام وبنيت ألف مدينة, وهزمت ألف عسكر, واحصننت ألف امرأة وافتضضت ألف عذراء فبينا أنا في ملكي أتاني ملك الموت فأخرجني مما أنا فيه فها أنا ذا التراب فراشي, الدود جيراني قال: فخر داود صلى الله عليه وسلم مغشيا عليه.

الصفحة 582