كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

251 - بلغني أنه كان على قبة قبر بالشام مكتوب:
ألا أيها القبران شوقي إليكما طويل ... وقد أفنيت دمعي عليكما
تضمنتما دوني حبيبي فأطلقا ... حلا أمس في حفرتيكما
حبيبي كانا مؤنسي فأصبحا ... يرعني على طول البلى مؤنسيكما
سلاما ورضوانا وروحا ورحمة ... ومغفرة المولى على ساكنيكما
252 - حدثني أبو الحسن مولى بني هاشم أنه قرأ على حائط مقبرة مكتوب:
يا أيها الواقف بالقبور ... بين أناس غيب حضور
قد سكنوا في خرب مغمور ... بين الثرى وجندل الصخور
ينتظرون صيحة النشور ... لا تكن عن حظك في غرور
غدا إلى منزلنا تصير ...
253 - حدثني سريج بن يونس, حدثنا عثمان بن مطر, عن الهيثم بن جماز, عن ليث, عن مجاهد قال: لما رفع إبراهيم قواعد البيت وجد حجرا فيه منقور يا بني آدم ازرعوا خيرا تحصدوا فرحا, ولا تزرعوا شرا فتحصدوا ندامة, يا بني آدم تعملون بالسيئات وتنكرون العقوبات أجل لا يجتنى من الشوك العنب.
254 - حدثنا ابن إدريس, قال: حدثنا أبو زكريا التيمي, قال: بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام إذ أتي بحجر منقور فطلب من يقرأه فأتي بوهب بن منبه فقرأه فإذا فيه: ابن آدم إنك لو رأيت قريب ما بقي من أجلك لزهدت في طول عمرك ولرغبت في الزيادة من عملك ولقصرت عن حرصك وحيلتك وإنما يلقاك غدا ندمك لو قد زلت بك قدمك, وأسلمك أهلك وحشمك فبان منك الولد القريب, ورفضك الوالد والنسيب فلا أنت إلى دنياك عائد, ولا في حسناتك زائد فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة قال: فبكى سليمان.

الصفحة 586