كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

255 - وسمعت بعض أصحابنا يذكر عن بعض أهل العلم قال: أصبت هذه الأبيات قبل الإسلام بألفي عام في غار من غيران نجد فترجمت:
منع البقاء فلا بقاء عليكما ... ليل يكر سواده ونهار
حزنا لم يريا معا في موطن ... وكلاهما تجري به المقدار
لو نال شيء يكسيان خلوقه ... وعاورته الريح والأمطار
ولقد رمقنا الليل أين أتى به ... والشمس فانحسرت بنا الأبصار
والله يقضي بين ذلك أمره ... فيكون فيه اليسر والإعسار
وبه فناء قبيلة ونماؤها ... وتوارد الأيام والأصدار
256 - وسمعت رجلا من ربيعة قال: قال: من أله الحرس عدونا فلما أمعنا وجدنا حجرا في ناحية العسكر فيه كتاب بالرومية فطلبت يقرأه فوجدت رجلا فقرأه فإذا فيه:
ندمت على ما كان مني ندامة ... ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
ألم تعلموا إن الحساب أمامكم ... وإن من وراءكم طالبا ليس يسأم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم ... وتلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس لمغرور بدنياه راحة ... ستندم إن زلت النعل فاعلم

الصفحة 587