كتاب القبور لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

257 - قال أبو بكر: أصبت رقعة في الجنازة فيها مكتوب: وهبتم همكم للدنيا وتناسيتم سرعة طول المنايا, أما والله ليحلن بكم من الموت يوم مظلم ينسيكم معاشرة النعمة ولتندمن ولا تنفعكم الندامة, الحذر الحذر الحذر قبل بغتان المنايا ومجاورة أهل البلى.
258 - حدثنا محمد بن الحسين, حدثنا أبو محمد السياط قال: سمعت أبا العباس الوليد قال: لما هدمت الكعبة أصابوا فيها طوبة مكتوبة فيه بالعبرانية احذروا سكرات الموت واعملوا لما بعده فإن قرصة الموت لا تغلب, وساكن الأجداث لا يرجع, وملك الموت مأمور لا يعصي.
259 - حدثني محمد, حدثني أبو حاتم بن سليمان الأسواري, حدثنا المغيرة الصواف قال: قرأت على طوبة ببيت المقدس فكر ثم أنظر هل بقي من الأمم غيرك مما أنذر؟! الحمد لله محيي الموتى وهو على كل شيء قدير.
260 - حدثني محمد, حدثنا مهدي بن حفص, حدثنا أبو عبد الرحمن الزاهد قال: قرأت على عصى ببيت المقدس حيلتك من دار يخاف بعدك من أمن فيك وتختطف من ركن إليك.
261 - قال محمد: حدثني يحيى, حدثنا ابن إسحاق, حدثنا ابن لهيعة, حدثني رجل من أهل الإسكندرية قال: حسر النيل عن صخرة عظيمة فإذا عليها كتاب بالرومية فجاء رجل فنظر إليها وبكى فقيل له ما يبكيك قال: أبكاني والله ما عليها مكتوب قيل: وما عليها؟ قال: اعمل الخير وتناساه وإذا عملت شرا تذكره أوشك من كان كذلك أن يلقى راحة طويلة.
262 - سمعت بعض أصحابنا قال: افتتح محمد بن يوسف بعض مدائن اليمن فأصاب على بابها حجرا مكتوب عليه بالمسند:
ملك المدائن بالأفاق حاوية ... أمست خرابا ودار الموت بانيها
أين الملوك الذي عن حظها غفلت ... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

الصفحة 588