كتاب قرى الضيف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

33 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِنَ السَّلَفِ جَالِسٍ عَلَى بَابِ دَارِهِ, وَصَرْحَةُ دَارِهِ مَمْلُوءَةٌ مَوَائِدَ, عَلَيْهَا النَّاسُ يَتَغَدَّوْنَ، فَقُلْتُ لَهُ: رَهَقَتْكَ الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: قَمِيصِي يَجِفُّ، قُلْتُ: وَمَا لَكَ إِلاَّ قَمِيصٌ وَاحِدٌ؟ قَالَ يَزِيدُ: مَا لَهُ إِلاَّ قَمِيصٌ، وَصَرْحَةُ دَارِهِ مَمْلُوءَةٌ مَوَائِدَ.
34 - وَدَفَعَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ كِتَابَهُ فِيهِ بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْخَلاَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ الْهَدَادِيُّ، عَنْ صَالِحٍ الدَّهَّانِ، قَالَ: دَعَانَا أَبُو قُفَاصٍ الْيَحْمَدِيُّ, وَمَعَنَا جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْمَوَائِدُ، قَالَ جَابِرٌ: يَا أَبَا قُفَاصٍ، قَدْ عَظُمَتْ عِنْدَكَ النِّعْمَةُ, فَاسْتَقْبَلْ بِشُكْرٍ، قَالَ: فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْغَدَاءِ، أَمَرَ أَبُو قُفَاصٍ بِمَسَاكِينِ الْحَيِّ, فَنُصِبَتْ لَهُمُ الْمَوَائِدُ، فَأُجْلِسُوا عَلَيْهَا، وَقَامَ أَبُو قُفَاصٍ وَوَلَدُهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى فَرَغُوا, فَقَالَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا قُفَاصٍ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْكَ, وَزَادَ فِي إِحْسَانِهِ إِلَيْكَ، وَجَعَلَكَ إِلَى فِيمَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ.

الصفحة 608