كتاب قرى الضيف لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

44 - وَأَنْشَدَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ:
وَمُسْتَنْبِحٍ يَبْغِي الْمَبِيتَ وَدُونَهُ ... مِنَ اللَّيْلِ سُجُفَا ظُلْمَةٍ وَكُسُورُهَا
رُفِعَتْ لَهُ نَارِي فَلَمَّا اهْتَدَى بِهَا ... زَجَرْتُ كِلاَبِي أَنْ يَهِرَّ عَقُورُهَا
فَبَاتَ وَلَمْ يَسْرِي مِنَ اللَّيْلِ عَقِبُهُ ... بِلَيْلَةِ صِدْقٍ غَابَ عَنْهَا شُرُورُهَا.
45 - وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَضَافَ عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ طَارِقًا, فَنَحَرَ لَهُ، فَقَالَ:
وَمُسْتَنْبِحٍ بَعْدَ الْهُدُوءِ دَعْوَتُهُ ... وَقَدْ حَانَ مِنْ سَارِي السَّمَاءِ طُرُوقُ
تَأَلَّقَ فِي عَيْنٍ مِنَ الْمُزْنِ وَادِقٍ ... لَهُ هَيْدَبٌ جَمُّ السِّجَالِ دَفُوقُ
فَقُلْتُ لَهُ أَهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَبًا ... فَهَذَا مَبِيتٌ صَالِحٌ وَصَدِيقُ
أَضَفْتُ فَلَمْ أُفْحِشْ عَلَيْهِ وَلَمْ أَقُلْ ... لأَحْرِمَهُ: إِنَّ الْفِنَاءَ يَضِيقُ
لَعَمْرُكَ مَا ضَاقَتْ بِلاَدٌ بِأَهْلِهَا ... وَلَكِنَّ أَخْلاَقَ الرِّجَالِ تَضِيقُ.

الصفحة 612