كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

160 - حَدَّثَنا الحسن بن الصباح، حَدَّثَنا روح بن عبادة، عن شعبة، حَدَّثَنا حصين, قال: سمعت هلال بن يساف يقول: ليس بشر للمسلم أن يخلو بنفسه.
161 - حَدَّثَنا محمد بن عثمان العجلي، حَدَّثَنا أبو أسامة، أخبرني سفيان، عن أبي المحجل، عن ابن عمران بن حطان، عن أبيه, قال: قال أبو ذر: الصاحب الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب السوء، وممل الخير خير من الصامت، والصامت خير من ممل الشر، والأمانة خير من الخائن، والخائن خير من ظن السوء.
162 - حَدَّثَنا الحسن بن محبوب، حَدَّثَنا الفيض بن إسحاق, قال: ذكر عند حذيفة المرعشي الوحدة وما يكره منها, قال: إنما يكره ذلك الجاهل، فأما عالم يعرف ما نأتي أي فلا.
163 - حَدَّثَنا الحسن بن محبوب، حَدَّثَنا الفيض, قال: قال حذيفة المرعشي: ما أعلم شيئا من أعمال البر أفضل من لزومك بيتك، ولو كانت لك حيلة لهذه الفرائض, كان ينبغي لك أن تحتال لها.
164 - حدَّثني عبد الرحمن بن صالح، حَدَّثَنا أبن أبي غنية، عن داود بن أبي السوداء, قال: قال كعب لعلي عليه السلام: ألا أخبرك بثلاث منجيات جاء بهن موسى صلى الله عليه وسلم؟ لزومك بيتك، وبكاؤك على خطيئتك, وكفك لسانك, قال: فعارضه علي, رضي الله عنه, فقال: ألا أخبرك بثلاث مهلكات؟ نكث الصفقة، وترك السنة، ومفارقة الجماعة.
165 - حدَّثني داود بن عمرو الضبي، حَدَّثَنا عبد الله بن المبارك، أخبرني عاصم الأحول، عن رجل من بني سدوس، عن أبي موسى الأشعري, قال: جليس الصدق خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، ومثل الجليس الصالح مثل صاحب العطر, إن لم يحذك يعبقك من ريحه، ومثل الجليس السوء مثل القين إن لم يحرقك يعبقك من ريحه، وإنما سمي القلب لتقلبه، ومثل القلب مثل ريشة في الفلاة ألجأتها الريح إلى شجرة, فالريح تصفقها ظهرا لبطن، وإن بعدكم فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا, قالوا: فما تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: كونوا أحلاس البيوت.

الصفحة 67