كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

171 - حَدَّثَنا هارون بن معروف، حَدَّثَنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن زر بن حبيش, قال: قال حذيفة: لوددت أني قدرت على مئة رجل قلوبهم من ذهب، فأقوم على صخرة، فأحدثهم حديثا لا تضرهم فتنة أبدا ثم أفر, فلا يقدرون علي.
172 - حَدَّثَنا هارون بن عبد الله، حَدَّثَنا محمد بن يزيد بن خنيس, قال: قال وهيب بن الورد: كان يقال: الحكمة عشرة أجزاء, فتسعة منها في الصمت، والعاشرة عزلة الناس, قال: فعالجت نفسي على الصمت, فلم أجدني أضبط كلما أريد منه, فرأيت أن هذه الأجزاء العشرة عزلة الناس.
173 - حَدَّثَنا هارون بن عبد الله، حَدَّثَنا محمد بن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي رواد, قال: قال رجل لسلمان, رضي الله عنه: أوصني, قال: لا تخالط الناس, قال: وكيف يعيش مع الناس من لا يخالطهم؟ قال: فإن كان لا بد من مخالطتهم, فاصدق الحديث، وأد الأمانة.
174 - حَدَّثَنا هارون بن عبد الله، حَدَّثَنا محمد بن يزيد بن خنيس, قال: قال وهيب: قال رجل ممن أعطاه الله الحكمة: إني لأخرج من منبر لي، وإني لأطمع في الربح في أمر الدين, فوالله, ما أنقلب إلا بالوضيعة.
175 - حَدَّثَنا محمد بن عباد العكلي، حَدَّثَنا محمد بن سليمان بن مسمول, قال: سمعت القاسم بن مخول البهزي ثم السلمي يقول: سمعت أبي, وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام يقول:
نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع في حبل منها ظبي، فأفلت به، فخرجت في أثره، فوجدت رجلا قد أخذه، فتنازعنا فيه، فتساوقنا فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدناه نازلا بالأبواء تحت شجرة مستظلا بنطع، فاختصمنا إليه، فقضى به بيننا شطرين، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا, قال: سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين، تأكل من الشجر وترد الماء، يأكل صاحبها من رسلها، ويشرب من ألبانها، ويلبس من أشعارها, أو قال: أصوافها، والفتن ترتكس بين جراثيم العرب، والله ما يفتنون يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا, قلت: يا رسول الله, أوصني, قال: أقم الصلاة، وآت الزكاة، وصم شهر رمضان، وحج البيت، واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف، ومر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال.

الصفحة 69