كتاب العزلة والانفراد لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

189 - حدَّثني محمد بن الحسين، حدثني عمار بن عثمان الحلبي، حدثني حصين بن القاسم الوراق, قال: قال لي عابد كان قد تخلى في بلاد الشام وعاتبته على التفرد والتوحش, فقال: أي أخي, قلة الصبر على الحق أحلني هذا المحل, قال: قلت: فكيف ذلك؟ قال: كنت أرى أمورا يجب علي تغييرها, فلا أقدر على ذلك، فلما كبر علي, خفت أن يضيق علي ترك الإقدام عليه، وكان في ذلك التلف, فهممت به، ثم خفت أكون على نفسي متقيا، وقد وسع لي في النقلة والهرب منهم, قال: ثم أسبل دموعه وهو يقرأ هذه الآية: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}.
190 - حَدَّثَنا يعقوب بن عبيد، حَدَّثَنا عبد الله بن رجاء، حَدَّثَنا إسرائيل، عن شيح، عن أبي الدرداء, قال: المجالس ثلاثة: مجلس في سبيل الله، ومجلس في بيت من بيوت الله عز وجل يذكر الله فيه فذكر به، ومجلس في بيتك لا تؤذي ولا تؤذى.
191 - حدَّثني محمد بن هارون، حَدَّثَنا الحسن بن موسى، حَدَّثَنا مهدي بن ميمون، حَدَّثَنا واصل مولى أبي عيينة, قال: دفع إلي يحيى بن عقيل صحيفة, فقال: هذه خطبة عبد الله بن مسعود، أنبئت أنه كان يقوم كل عشية خميس يخطب بهذه الخطبة على أصحابه فيها: إنه سيأتي على الناس زمان تمات فيه الصلاة، ويشرف فيه البنيان، ويكثر فيه الحلف والتلاعن، وتفشو فيه الرشى والزنا، وتباع الآخرة بالدنيا، فإذا رأيتم ذلك, فالنجاة فالنجاة, قالوا: وكيف النجاة؟ قال: كن حلسا من أحلاس بيتك، وكف لسانك ويدك.

الصفحة 73