كتاب العقل وفضله لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

62 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: كُنَّا عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ فَأَحْسَنَ، فَأَرَادَ سُلَيْمَانُ أَنْ يَعْرِفَ عَقْلَهُ فَإِذَا هُوَ مَضْعُوفٌ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: زِيَادَةُ مَنْطِقٍ عَلَى عَقْلٍ خُدْعَةٌ، وَزِيَادَةُ عَقْلٍ عَلَى مَنْطِقٍ هُجْنَةٌ، وَلَكِنَّ أَحْسَنَ ذَلِكَ مَا زَيَّنَ بَعْضُهُ بَعْضًا.
63 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُجَاشِعٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: فَضْلَ الْمَقَالِ عَلَى الْفِعَالِ مَنْقَصَةٌ، وَفَضْلُ الْفِعَالِ عَلَى الْمَقَالِ مَكْرُمَةٌ.
64 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ, قَالَ: قَالَ بَعْضَ الْخُلَفَاءُ لِجُلَسَائِهِ: مَنِ الْغَرِيبُ؟ فَقَالُوا فَأَكْثَرُوا, فَقَالَ: الْغَرِيبُ هُوَ الْجَاهِلُ، أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
يُعَدُّ عَظِيمَ الْقَدْرِ مَنْ كَانَ عَاقِلاَ ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي فِعْلِهِ بِحَسِيبِ
وَإِنْ حَلَّ أَرْضًا عَاشَ فِيهَا بِعَقْلِهِ ... وَمَا عَاقِلٌ فِي بَلْدَةٍ بِغَرِيبِ
65 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: قَالَ فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: قُلْ لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَخْلُو عَقْلُهُ مِنْ نَفَعِهِ، وَيَرَى الْمَنَايَا لِلإِخْوَانِ مُسْتَلِبَاتٍ.
66 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ فُلاَنٌ وَسَقَطَ مِنْ كِتَابِ الشَّيْخِ اسْمُ الرَّجُلِ: عَجَبًا لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَسْكُنُ وَقَدْ حُرِّكَ وَكَيْفَ يَأْمَنُ وَقَدْ خُوِّفَ.
67 - حَدَّثَنِي هَاشِمُ بن القاسم، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يَقُولُ: لاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ بِلاَ عَقْلٍ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ: مَا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِثْلُ حَلِيمٍ.

الصفحة 95