كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

لَهُ: "أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ، أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الوُضُوءَ؟ ". قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلاَةَ مَعَنَا؟ " قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله. قَالَ: "فَإِنَّ الله تَعَالَى قَدْ غَفَرَ لَكَ حَدَّكَ, أَوْ قَالَ: ذَنْبَكَ". أخرجه مسلم (¬1) وأبو داود (¬2). [صحيح]
قوله: في حديث أبي أمامة: "أصبت حداً" أقول [391/ أ] في "النهاية" (¬3): ذنباً أوجب عليه حداً، أي: عقوبة.
قوله: "واتبعته" أي: أبو أمامة. قال النووي (¬4): المراد بالحد [هنا] (¬5) معصية توجب التعزير لا الشرعي الحقيقي بحد الزنا، فإنه لا يسقط بالصلاة، [317 ب].
ولا يجوز للإمام تركه، ويرشد إلى أنه ليس بحد شرعي ما أخرجه ابن حبان (¬6) عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله إني لقيت امرأةً في البستان فضممتها وقبلتها وباشرتها وفعلت بها كل شيء إلا أني لم أجامعها. فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} (¬7).
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (2765).
(¬2) في "السنن" رقم (4381). وهو حديث صحيح.
(¬3) (1/ 345).
(¬4) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (17/ 81).
(¬5) في (أ) ها هنا.
(¬6) في "صحيحه" رقم (1730).
وأخرجه أحمد (7/ 281) وأبو يعلى رقم (5389) وابن جرير في جامع البيان (12/ 618)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" رقم (70).
(¬7) سورة هود الآية (114).

الصفحة 13