كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وهو هذا فيما أظن؛ لأنه لم يذكر قيس بن عاصم الثقفي في "القاف" وصرح ابن الأثير في حرف "الباء الموحدة" (¬1) بأنه بشر بن عاصم بن سفيان، فما وقع فيه في قوله: قيس بن عاصم لعله غلط من الكاتب.
قوله: "غزاة السلاسل" أقول: بالمهملتين والأولى مفتوحة في الأكثر، وتروى مضمومة، وهذه التسمية وقعت في غزاة عمرو بن العاص في السنة السابعة، وقيل: في الثامنة من الهجرة، سميت بذلك؛ لأنه ارتبط بعضهم ببعض خشية أن يفروا. وقيل: سميت باسم ماء بأرض جذام.
قلت: ولكن هذه الغزوة المذكورة هنا غير تلك قطعاً، وكأنه وافق الاسم فإن هذه في أيام معاوية.
قوله: "يا أبا أيوب فاتنا الغزو العام" كأنه عدّ فواته ذنباً لهم، فلذا قال: "وقد أخبرنا" مغير صيغه أي: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ما ذكره لا يكون إلا توقيفاً.
"والمساجد الأربعة" مسجد بيت الله الحرام، ومسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومسجد بيت المقدس، ولا أدري ما أراد بالرابع أمسجد الكوفة فإنه قد عُمّر حينئذٍ [319 ب] لأنها عمرت في أيام عمر - رضي الله عنه -.
6 - وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ الجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ: الله تَعَالَى: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ". أخرجه أبو داود (¬2) والنسائي (¬3). [صحيح]
¬__________
(¬1) في "تتمة جامع الأصول" (1/ 217 - قسم التراجم).
(¬2) في "السنن" رقم (1203).
(¬3) في "السنن" رقم (666). وهو حديث صحيح.

الصفحة 16