كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

وقوله: "للذكرى" بلامين، وفتح الراء بعدها ألف مقصورة، زاد وكان الزهري يقرؤها (¬1) كذلك قال في "التوشيح": قلت: وهي المتعينة؛ [لأنها] (¬2) التي تصلح للاستدلال، فإن [معناها حين يذكرها بخلاف القراءة المشهورة فإن] (¬3) معناها لذكري فيها. ومن إعجاز القرآن تنوع قراءته بحيث أن لكل قراءة معنى، فيكون بمنزلة تعدد الآيات، انتهى.
قوله: "أو غفل عنها" وذلك بالنسيان لها.
13 - وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: سِرْنَا مَعَ رَسولِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلاَةِ". فَقَالَ بِلاَلٌ: أَنَا أُوقِظُكُمْ. فَاضْطَجَعُوا، وَأَسْنَدَ بِلاَلٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَالَ: "يَا بِلاَلُ أَيْنَ مَا قُلْتَ؟ ". فَقَالَ: مَا القِيَتْ عَلَىَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ. قَالَ: "إِنَّ الله قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ، يَا بِلاَلُ! قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ بِالصَّلاَةِ, فَتَوَضَّأَ، فَلَّمَّا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ قَامَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ جَمَاعَةً".
¬__________
(¬1) قرأ في الوصل بفتح ياء الإضافة نافع وأبو عمرو وأبو جعفر والزهري واليزيدي "لذكريَ إن".
وقرأ بإسكانها حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وابن كثير وابن عامر.
وقرأ السلمي والنخعي وأبو رجاء وابن مسعود وأبي بن كعب وابن السميفع "لِلّذكرَى" بلام التعريف وألف التأنيث.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وأبو رجاء والشعبي والزهري: "لِذكْرَى" بألف التأنيث وبغير لام التعريف.
انظر: "النشر" (2/ 323) الكشف عن وجوه القراءات (2/ 110).
"روح المعاني" (16/ 172)، "البحر المحيط" (6/ 232).
(¬2) في (ب): لا.
(¬3) سقطت من (ب).

الصفحة 34