كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قوله في حديث ابن عباس: "وهي صلاة الوسطى" أقول: هذا أحد الأقوال في الصلاة: إنها الفجر، وقد كان الصحابة مختلفين في تعيينها كما أخرج ابن جرير (¬1) عن سعيد بن المسيب قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختلفين في الصلاة هكذا وشبَّك بين أصابعه.
وأخرج ابن جرير (¬2) من طريق أبي العالية عن ابن عباس مثل ما هنا أنها صلاة الفجر. وأخرج عنه عبد الرزاق (¬3)، وابن أبي شيبة (¬4)، وعبد بن حميد (¬5)، وابن جرير (¬6)، وابن المنذر (¬7)، وابن الأنباري (¬8)، والبيهقي (¬9) مثل ذلك، وأنها صلاة الفجر، وقنت فيها ورفع يديه. ثم قال: هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا أن نقوم فيها قانتين.
ومثله عن جماعة من الصحابة. كما أخرجه عبد الرزاق (¬10)، وابن جرير (¬11) عن أبي العالية: أنه صلى مع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الغداة، فلما أن فرغوا قلت لهم: أيتهن الصلاة الوسطى؟ قالوا: التي صليناها قبل.
¬__________
(¬1) في "جامع البيان" (4/ 338).
(¬2) في "جامع البيان" (4/ 368).
(¬3) في "مصنفه" رقم (2207).
(¬4) في "مصنفه" (2/ 506).
(¬5) في "جامع البيان" (4/ 269).
(¬6) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 722).
(¬7) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 722).
(¬8) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (1/ 722).
(¬9) في "السنن" (1/ 461).
(¬10) في "مصنفه" (1/ 579).
(¬11) في "جامع البيان" (4/ 367 - 369).

الصفحة 51