كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

أخرجه الخمسة (¬1) إلا أبا داود. [صحيح]
"وَبَطْحَانُ": اسم واد بالمدينة.
قوله في حديث جابر: "ما كدت أصلي" أقول: اليعمري (¬2) لفظة: كاد (¬3) من أفعال المقاربة، فإذا قلت: كاد زيد يقوم فهم منه أنه قارب القيام، ولم يقم، فقوله: ما كدت أُصلي [342 ب] حتى كادت الشمس تغرب. معناه: أنه صلى العصر قرب غروب الشمس؛ لأن نفي الصلاة لا يقتضي إثباتها، وإثبات الغروب يقتضي نفيه، فيحصل من ذلك لعمر ثبوت الصلاة ونفي الغروب. فإن قيل: كيف اختص عمر بإيقاع الصلاة [401/ أ] قبل الغروب دون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبقية أصحابه؟ أجيب: بأنه لعله وقع الشغل بالمشركين إلى قرب الغروب، وكان عمر حينئذٍ متوضئاً فبادر فصلى ثم جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعلمه. وكان سبب تأخير الصلاة يومئذٍ الشغل بالمشركين. وللنسائي (¬4) عن أبي سعيد أن ذلك كان قبل أن ينزل الله صلاة الخوف {فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} (¬5). وفيه: أنه فاتهم يومئذٍ الظهر والعصر.
وفي الترمذي (¬6) والنسائي (¬7) عن ابن مسعود: أربع صلوات حتى ذهب من الليل ما شاء الله.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري رقم (596)، ومسلم رقم (631)، والنسائي (3/ 84 - 85)، والترمذي رقم (180) وقال: حديث حسن صحيح.
(¬2) أي: قال اليعمري.
(¬3) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 69).
(¬4) في "السنن" (1/ 297).
(¬5) سورة البقرة الآية (238).
(¬6) في "السنن" رقم (179) وقال: ليس وبإسناده بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله.
(¬7) في "السنن" رقم (662). وهو حديث صحيح لغيره. =

الصفحة 58