كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قال ابن العربي (¬1): وما في الصحيح هو [المعتمد] (¬2) وهو أن الذي فات العصر خاصة. وجمع بعضهم بأن واقعة الخندق كانت أياماً، فكان ذلك في أوقات مختلفة في تلك الأيام. ورجحه اليعمري (¬3) وابن حجر (¬4).
قلت: وبهذا الجمع أيضاً يجمع بين حديث أنها ردت عليه الشمس يوم الخندق حتى صلى العصر، فلعله كان في يوم آخر غير الذي ذكرت قصته في الصحيح قاله في "التوشيح".
22 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه -: أَنَّ المُشْرِكِينَ شَغَلُوا رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ الله، فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى المَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العِشَاءَ". أخرجه الترمذي (¬5) والنسائي (¬6). [صحيح لغيره]
قلت: وحديث ابن مسعود هو الذي أتى به المصنف هنا وقال:
"أخرجه الترمذي والنسائي" قلت: لكن قال الترمذي (¬7) بعد إخراجه: حديث عبد الله ليس به بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله، انتهى.
¬__________
= أخرجه أحمد في "المسند" رقم (3555، 4013 - شاكر) وفي سنده انقطاع كما قال الترمذي، إلا أنّه يعتضد بحديث أبي سعيد.
(¬1) في عارضة الأحوذي (1/ 291).
(¬2) في (ب): المغني.
(¬3) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 69).
(¬4) في "فتح الباري" (2/ 70).
(¬5) في "السنن" رقم (179).
(¬6) في "السنن" رقم (662). وهو حديث صحيح لغيره، وقد تقدم.
(¬7) في "السنن" (1/ 338).

الصفحة 59