كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

قوله: "لو أن نهراً" أقول: أي: لو ثبت (¬1) نهر صفته كذا، والنهر بسكون الهاء وفتحها ما جنبتي الوادي، سمي بذلك لسعته، وكذلك سمي النهار لصفوه.
وفي قوله: "بباب أحدكم" [313 ب] إشارة إلى قربة وتسهله.
قوله: "ما تقولون؟ " أقول: كذا بالجمع، ولفظ البخاري (¬2): "ما تقول" قال الحافظ في "الفتح" (¬3): كذا في النسخ المعتمدة بإفراد المخاطب، والمعنى ما تقول أيها السامع؟ قال: ولمسلم وأبي نعيم في "المستخرج" وكذلك للإسماعيلي، والجوزقي "ما تقولون؟ " بصيغة الجمع.
قلت: كذا قاله الحافظ في "الفتح" (¬4) وراجعت "صحيح مسلم" فلم أجد (¬5) فيه لفظ: "تقولون" ولا "تقول" ولا لفظ: "قالوا" بل لفظه هكذا: "أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمح الله بها الخطايا".
والعجب أنه ذكر الحافظ لفظ مسلم هذا دون آخره مستدلاً بأن لفظه: "ما تقول" وليست إلا عند البخاري (¬6) وحده.
¬__________
(¬1) قال الطبيبي: لفظ "لو" يقتضي أن يدخل على الفعل، وأن يجاب، لكنه وضع الاستفهام موضعه تأكيداً وتقريراً، والتقدير لو ثبت نهر صفته كذا لما بقي كذا. "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح" (2/ 172).
وانظر: "فتح الباري" (2/ 11).
(¬2) في "صحيحه" رقم (528).
(¬3) (2/ 11).
(¬4) في "صحيحه" رقم (667).
(¬5) في "صحيحه" رقم (528).
(¬6) ذكره الحافظ في "الفتح" (2/ 11).

الصفحة 6