كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

16 - وعنه - رضي الله عنه - قال: "الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الإِمَامِ إِنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَانٍ". أخرجه مالك (¬1). [موقوف صحيح]
17 - وعن البراء (¬2) - رضي الله عنه - قال: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ. لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَضَعَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جَبْهَتهُ عَلَى الأَرْضِ". أخرجه الخمسة (¬3). [صحيح]
¬__________
= وقد اختلف في معنى الوعيد المذكور:
فقيل: يحتمل أن يرجع ذلك إلى أمر معنوي، فإنَّ الحمار موصوف بالبلادة, فاستعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فرض الصلاة ومتابعة الإمام.
ويرجع هذا المجاز أن التحويل لم يقع مع كثرة الفاعلين، لكن ليس في الحديث ما يدل على أن ذلك يقع ولا بدّ، وإنّما يدل على كون فاعله متعرضاً لذلك. ولا يلزم من التعرُّض للشيء وقوعه.
وقيل: هو على ظاهره إذ لا مانع من جواز وقوع ذلك.
(¬1) في "الموطأ" (1/ 92)، وهو أثر موقوف صحيح.
وأخرجه البزار في "المسند" (رقم 475 - كشف)، والطبراني في "الأوسط" (7/ 348 رقم 7692)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/ 78)، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن.
وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" رقم (3753)، موقوفاً، وهو المحفوظ.
وخلاصة القول: أن حديث أبي هريرة موقوف صحيح، والله أعلم.
(¬2) الذي في "الجامع" (5/ 627 رقم 3892)، البراء بن عازب - رضي الله عنه -.
(¬3) أخرجه البخاري رقم (690، 747، 811)، ومسلم رقم (474)، وأبو داود رقم (622)، والترمذي رقم (281)، والنسائي (2/ 96).
وهو حديث صحيح.
قوله: "إذا قال: سمع الله لمن حمده" في رواية شعبة: "إذا رفع رأسه من الركوع" ولمسلم من رواية محارب بن دثار: "فإذا رفع رأسه من الركوع فقال: سمع الله لمن حمده لم نزل قياماً"، "فتح الباري" (2/ 182).
قوله: "لم يحن" بفتح التحتانية وسكون المهملة أي: لم يثن، يقال: حنيت العود: إذا ثنيته.
"النهاية في غريب الحديث" (1/ 445). =

الصفحة 651