كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 5)

24 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ، وَجِدَارُ الحُجْرَةِ قَصِيرٌ, فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا. فَقَامَ الثَّانِيَةِ وَقَامُوا فَصَنَعُوا ذَلِكَ ثَلاَثًا، فَلَمّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَوا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: "إِنِّي خِفْتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلاَةُ اللَّيْلِ". أخرجه البخاري (¬1) وأبو داود (¬2). [صحيح]
¬__________
= قوله: "إلى فلانة امرأةً من الأنصار" قال الحافظ في "الفتح" (1/ 486): وأمَّا المرأة فلا يعرف اسمها لكنها أنصارية.
ونقل ابن التين عن مالك: أن النجار كان مولى لسعد بن عبادة. فيحتمل أن يكون في الأصل مولى امرأته ونسب إليه مجازاً، واسم امرأته فكيهة بنت عبيد بن دليم، وهي ابنة عمه, أسلمت وبايعت.
قوله: "غلامك النّجار": سمّاه عباس بن سهل عن أبيه فيما أخرجه قاسم بن أصبغ وأبو سعد في "شرف المصطفى" جميعاً من طريق يحيى بن بكير عن أبي لهيعة حدثني عمارة بن غزية عنه ولفظه: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى خشبة. فلما كثر الناس، قيل له: لو كنت جعلت منبراً. قال: وكان بالمدينة نجار واحد يقال له: ميمون.
قوله: "ولتعلموا صلاتي". وأمّا صلاته على المنبر فقيل: إِنَّه إنّما فعل ذلك لغرض التعليم كما يدل عليه قوله: "ولتعلموا صلاتي"، وغاية ما فيه جواز وقوف الإمام على محل أرفع من المؤتمين إذا أراد تعليمهم.
قال ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام" (1/ 201 - 202): من أراد أن يستدل به على جواز الارتفاع من غير قصد التعليم لم يستقم؛ لأن اللفظ لا يتناوله. ولانفراد الأصل بوصف معتبر تقتضي المناسبة اعتباره فلا بد منه.
انظر: "المحلى" (4/ 84)، "المجموع شرح المهذب" (4/ 200 - 201).
"فتح الباري" (2/ 400 - 401).
(¬1) في "صحيحه" رقم (729)، وأطرافه (730, 924, 1129, 2011, 2012, 5861).
(¬2) في "السنن" رقم (1126)، وهو حديث صحيح.
قوله: "في حجرته" ظاهره: أن المراد حجرة بيته, ويدل عليه ذكر جدار الحجرة. =

الصفحة 655